تربية المجتمع في القران


من المعلوم ان من أهداف القرآن في تربيته للمجتمع هي هداية الإنسان وارشاده نحو الكمال المطلق وتقديم المنهج الأفضل لإعداد الظروف التي تساعد على ارشاده لكي يبلغ بسلوكه التصاعدي مراتب الكمال وبالتالي تبنى شخصية الانسان المؤمن المتقي الذي يتربى في مدرسة القران والتي يقول تبارك وتعالى عنها   { الرحمن * عَلَّمَ الْقُرْآنَ *خَلَقَ الْإِنْسانَ *عَلَّمَهُ الْبَيانَ}  الرحمن(1 - 4).

 وكذلك يقول عنها الرسول الأعظم(إنما بعثت معلماً).

وعلى الرغم من التطور العلمي والتقني الذي يعيشه عالمنا المعاصر فان البشرية تعاني من أزمات حاده وشديده ، وسبب هذه المعانات يعود الى الانحراف التربوي والأخلاقي والذي جعل المجتمع البشري يٌنخَرمن داخله ويعبر عن حاجته الماسة الى نظام تربوي وتعليمي سليم . وبما ان القران هو الكتاب السماوي المنزل الى البشرية وعلى مدى قرون طويلة قام بتربية شخصيات رائعه أصبحت نجوماً ساطعه تلمع في سماء الإنسانية وتمنح تأريخها معنى عميق وتبعث الحياة الحره في الشعوب.

واذا تاملنا في سيره تلك الشخصيات فسنرى مدى نفوذ آيات القران إلى أعماق قلوب الناس وأرواحهم.

و بما ان القران ليس كتاب موعظة نظرية فحسب بل يصور الواقع ويعرض القيم والتعليمات بصدق و واقعية من خلال طرح تلك النماذج الحية التي عاشت ولا تزال  في المجتمع  . وهذه من أهم خصائص النظام التربوي القراني وكماان التربية ضرورة حياتية تكسب الانسان مقوماته الفردية والاجتماعية ويبقى متأثراً به اطول حياته حيث أن التربية الصالحة تنتج انساناً صالحاً والتربية الفاسده تنتج انساناًفاسداً. وبالتالي تنتج الحالتين مجتمعاً صالحاً أو تنتج مجتمعاً فاسداً وفقاً لتربيةأفراده لأن المجتمع يتكون من أفراد .

وبما أن كل تربية تحتاج إلى منهج لكي تكون مؤثره في الوسط الذي يراد منها إصلاحه فقد اعتمد القرآن على منهج  يتألف من عدة طرق وأساليب لكي يتحقق الهدف النهائي للخليقة وهو بناء الإنسان ومن هذهالأساليب  الترغيب والترهيب ‘ والتدرج ‘ والقدوه الحسنة وغيرها من الأساليب المعروفة التي تحدثت عنها آيات القرآن الكريم/ السيد بدري عباس .