القرآن للعقل والروح





بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن الكريم عندما يصف نفسه يتحدث بلسانين: فتارة يعرف نفسه بأنه كتاب التفكر والمنطق والاستدلال، وتارة أخرى بأنه كتابالإحساس والعشق. وبعبارة أخرى فالقرآن الكريم ليس إذا للعقل والفكر فحسب، بل هوغذاء للروح أيضا.

يأمر القرآن الكريم المؤمنين بأن يقضوا بعض أوقات الليل بتلاوةالقرآن الكريم، وأن يرتلوا القرآن الكريم في صلواتهم عندما يتوجهون إلى الله، وفيخطاب للرسول(ص) يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ،قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً)صدق الله العلي العظيم(المزمل3).

وفي الآية الأخيرة لتلك السورة يدعونا أن لا ننسى العبادة،في حال من الأحوال اليومية، وحتى في الأوقات التي نحتاج لنوم أكثر، مثل أوقاتالجهاد أو الأعمال التجارية اليومية،قال تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم( علم أنسيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيلالله فاقرؤوا ما تيسر منه، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا،وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا..)صدق العلي الله العظيم " سورة المزمل، الآية 20) 

الشيء الوحيد الذي كان سببا للنشاط واكتساب القوةالروحية والحصول على الروحانية،وصفاء الباطن ، هو القرآن الكريم.

فالمسلمونلم يتخذوا القرآن الكريم، كتاب درس وتعليم فحسب، بل، كانوا ينظرون إليه بمثابة غذاءللروح ومنبع لاكتساب القوة وازدياد الإيمان. فكانوا يقرؤونه بكل إخلاص في الليل،يشير الإمام السجاد (عليه السلام) إلى هذه النقطة بقوله في دعاء ختم القرآن: (واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنسا)، ويناجون ربهم تضرعا وخفية، وفي الصباح يهاجمون الأعداء كالأسود البواسل، :

بسم الله الرحمن الرحيم(فَلاَ تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) صدق الله العلي العظيم(الفرقان52).

قف في وجوههم، وجاهدهم بسلاح القرآن الكريم، واطمئن فالنصرمنعند الله.