قِبلةُ التَّائِهين


 


محفوظ بجوهره العظيم
بقدرة الإله الواحد الأحد لا ند لكلامه ولا نظير،
من أول (اقرأ) إلى نهاية (اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)،
ثمة مساقط للضوء والانبهار تدهش الناظر من كل اتجاه وتسحب الهم القابع فوق الصدور
وتسقي سويداء القلب من كوثر أو تسنيم
فتنبت بذرة الخير وتنمو خمائل تزداد كثافة كلما ازدادوا انغماسا وتدبروا فيه.
مكنوزة خزائن الله لهم، لا تصيبهم وحشة ولا يخيفهم هجر، برشد وهدي يضيئان الطريق إلى اتباع الحقيقة والسير على نهج الأنبياء والأولياء والصالحين، نفر ممن أنعم الله عليهم بحب القرآن الكريم، وسهل لهم حفظه وتدبر معانيه،
يكرسون أوقاتهم ويواصلون النهار مع الليل ينشرون علومه وبه يعملون، يجدون علاج أسقامهم في آياته، هو شفاؤهم وهو غناهم الذي لا فقر يتلوه، أقاموا له منابر في شتى العالم، فكانت حروفه عذبة سائغة للشاربين والمتذوقين،
ثمة أماكن فيها دوام السَّنا والبَريق،
وديارٌ فيها كتاب الله دستور حياة عظيم ففي العتبة الحسينية المقدسة (دار القرآن الكريم)، لم تكتفِ بكرنفال يسكن هيجان النبض في قلوب المشتاقين، إنها السباقة دائما لفعل الخير، زينت عامنا بحدث عالمي فريد، من رياض الحسين وبالتزامن مع يوم المبعث النبوي الشريف أطلقت مشروعها القرآني الجديد الواحد والأربعين، ليكون للقرآن الكريم يوم عالمي، ليكون موعظة وذكرى "فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، ليكون مآبا لرب العالمين في زمن ظهر فيه الفساد وعاث في أرجاء الأرض أعداء الدين، فحين يطغى الضلال على التقى والظلام على النور واليأس على الحبور لا شيء يسقي السرائر طهرا إلا كلام الله العظيم،
مثل بلسم ينساح مختلطا مع النجيع
بالابتعاد عنه الشقاء وبالاقتراب منه ارتقاء، وللقلب الخيار وللعقل الرجوع، وراء الصخب راحة من تعب وفردوس دائم الاخضرار نعد له من اليوم، فإما أشقياء هاجرون وإما من أصحاب النعيم

.
الكاتب  : ازهر رحيم