وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ



بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ  وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦- ق)

من المحال ألا يعلم خالق البشر بجزئيات خلقه كما يدعي البعض، لأن الفيض الإلهي يبلغ البشر لحظة بعد لحظة، ولو انقطع هذا الفيض لحظة واحدة لهلكنا وهلك كل من على الأرض! 

وهذا مثل نور الشمس الذي ينشر في الفضاء من منبع النور وهو كرة الشمس، فنحن مرتبطون بالله في جميع الحالات وفي هذه الحالة كيف يعلم الله باطنا وظاهرنا.

إن حياتنا الجسمانية متعلقة بشريان يوصل الدم إلى القلب ويخرجه منه بصورة منتظمة وينقله إلى جميع أجزاء البدن لو توقف هذا العمل لحظة واحدة لمات الإنسان، والله أقرب من هذا الشريان المسمى بحبل الوريد.

وهذا تشبيه تقريبي الله تعالى أقرب من ذلك، وهذا المثال هو أبلغ تصوير محسون على شدة القرب، فمع هذه الإحاطة من قبل الله بخلقه وكوننا في قبضته تعالى؛ فلا شيء يخفى على الله من الأفعال والأقوال والأفكار والنيات، ولا يخفى عليه حتى الوساوس التي تخطر في القلوب.إن التدقيق في هذه الحقيقة يوقض الإنسان ويكون على بنية من أمر وما هو مكتوب في صحف أعماله في محكمة العدل الإلهي، إلى فيتحول من موجود غافل إلى إنسان واعِ ملتزم ومتقي وبذلك يحصل على سعادة الدارين.

إعداد: السيد بدري الأعرجي

شعبة البحوث والدراسات القرآنية