سلسلة دروس في الوقف والابتداء -5-


أقسام الوقف العامة: تعريفها وأحكامها عند القرّاءالوقف ينقسم في ذاته إلى أربعة أقسام [غاية المريد لعطية قابل نصر ص 223] «وتسمى الأقسام العامة». [البرهان في تجويد القرآن محمد الصادق القمحاوي ط، الدار السودانية للكتب، الخرطوم السودان 1414 هـ - 1993م]القسم الأول:الوقف الاضطراري: «وهو الذي يعرض للقارئ أثناء قراءته ويضطر إليه اضطراراً بسبب انقطاع نَفَسه أو ضيقه أو عجز عن القراءة أو نسيان لها أو غلبة ضحك أو بكاء أو نوم أو عطاس أو عروض أيّ عذر من الأعذار التي لا يتمكّن معها من وصل الكلمات القرآنية بعضها ببعض حتى يقف على ما يصح الوقف عليه». [أحكام القرآن للحصري ص 198]وقد سميّ اضطرارياً: لأنّ سببه الاضطرار الذي عرض للقارئ أثناء قراءته فلم يتمكّن من وصل الكلمة بما بعدها. وحكمه: يجوز للقارئ الذي عرض له شي‏ء مما ذكر، الوقف على أيّ كلمة وإن لم يتمّ المعنى كأن يقف على شرط دون جوابه أو على موصول دون صلته ... ولكن يجب عليه بعد أن يعود إلى الكلمة التي وقف عليها فيبتدئ بها إن صلح الابتداء بها وإلاّ ابتدأ من كلمة قبلها يصلح الابتداءُ بها. [ن.م]القسم الثاني:الوقف الاختباري بالباء التحتية الموحدة: وهو أن يأمر الأستاذ تلميذه مثلاً بالوقف على كلمة ليختبره في حكمها من قطع أو وصل أو إثبات أو حذفٍ كما في كلمة ?الأَيْدِي? من قوله تعالى: ?وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي? (سورة ص/54) فيوقف عليها بالإثبات.أمّا في قوله تعالى: ?وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ? (سورة ص/17) فيوقف عليها بالحذف. أو وقفه على كلمة بالتاء أو بالهاء كما في كلمة ?وَامْرَأَتَ? من قوله تعالى: ?اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ? (التحريم/10) فيوقف عليها بالتاء المبسوطة.أما في قوله تعالى: ?وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ ...? (النساء/128) فيوقف عليها بالهاء «فمتعلق هذا الوقف، الرسم لبيان المقطوع من الكلمات، والموصول منها، والثابت والمحذوف والمرسوم بالتاء، والمرسوم بالهاء، ليقف على المقطوع بالقطع، والموصول بالوصل، وعلى الثابت رسماً بالإثبات، والمحذوف بالحذف، وليقف بالتاء على بعض الكلمات، وبالهاء على بعضه». [ن.م.ص 199]وسميّ هذا الوقف اختبارياً « لحصوله إجابة على سؤال ممتحن أو تعليم متعلّم، كيف يقف إذا اضطر إلى الوقف، لأنه قد يضطر إلى الوقف على شي‏ء فلا يدري كيف يقف عليه » [نهاية القول لمكي نصر ص 198] « ولأنّه ليس محل وقف في العادة ». [غاية المريد لعطية قابل نصر ص 223]حكمه: هو جواز الوقف « على أن يعود إلى الكلمة التي وقف عليها فيبدأ بها ويصلها بما بعدها إن صلح البدء بها وإلاّ بدأ من كلمة قبلها من الكلمات التي يصحّ البدء به ». [أحكام القرآن للحصري ص 199]القسم الثالث:الوقف الانتظاري: « وهو الوقف على الكلمة القرآنية ذات الخلاف ليستوعب ما فيها من القراءات والروايات والطرق والأوجه ولا يكون ذلك إلاّ حال تلقي الطالب على الشيخ وجمعه القراءات السبع أو العشر».[ ن.م. أيضاً] وقد سمّي انتظارياً لما ينتظر الأستاذ من الطالب بشأن تكملته الأوجه التي وردت في الآية التي يقرؤها.وحكمه: يجوز للقارئ الوقف على أيّ كلمة حتى يعطف عليها باقي أوجه الخلاف في الروايات وإن لم يتمّ المعنى وليعلم أنّه إذا انتهى القارئ من جمعه للروايات على الكلمة التي وقف عليها فلا بدّ له من وصلها بما بعدها إن كانت متعلقة بما بعدها لفظاً و معنًى. [غاية المريد لعطية قابل نصر ص 224]إذن لا يشترط في هذا الوقف ولا فيما قبله تمام المعنى فللقارئ « أن يقف على أيّ كلمة إذا اعترضه عارض من العوارض أو أراد ليُبيّن حكماً تجويدياً أو في رسم الخطّ، أو ليستوعب ما فيها من القراءات مهما كان تعلقها بما قبلها أو بما بعده ». [أحكام القرآن للحصري ص 199]القسم الرابع:الوقف الاختياري بالياء المثناة التحتية: وهو أن يقصد الوقف لذاته من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة أي أن يقف القارئ على الكلمة القرآنية باختياره دون أن يعرض له ما يلجئه للوقف من عذر أو إجابة على سؤال، « وهذا القسم هو المراد بالوقف عند الإطلاق بمعنى أنه إذا ذكر لفظ وَقْف أو إذا قيل يوقف على كذا أو الوقف على كذا تامّ أو كافٍ أو نحو ذلك لا يُرادُ به إلاّ الوقف الاختياري ». [ن.م ص 200] وسميّ اختيارياً لحصوله بمحض اختيار القارئ وإرادته.وحكمه: جواز الوقف عليه إلاّ إذا أوهم معنى غير المعنى فيجب وصله كما يجوز الابتداء بما بعد الكلمة الموقوف عليها إن صلح الابتداء بها، وإلاّ فيعود إليها ويصلها بما بعدها إن صلح ذلك وإلاّ فبما قبله. [غاية المريد لعطية قابل نصر ص 224]