رسائل في عاشوراء ...الحسين وحق التلاوة


 السيد بدري عباس الاعرجي


قال تعالى: (الَّذينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) 
ان المقصود بيتلونه حق تلاوته في هذا النص المبارك هويتدبرون آيات القران ومعانيه ويعملون بأوامره ونواهيه وليس مجرد القراءة وضبط الكلمات وإخراج الحروف من مخارجها لأن هذه لا تعتبر شيء إذا لم يكن معها تفكر وتدبر واتعاظ وقد ورد عن النبي ص :(ما امن بالقرآن من استحل محارمه) .
ومن اوضح المصاديق لهذه القراءة هي تلاوة سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه للقرآن ليلة العاشر من المحرم حيث أحيت تلك الثلة الطيبة ليلتهم في تلاوة القرآن حق تلاوته بعد ان كانوا في ماضي ايامهم يتدبرون الآيات ويعملون بما تأمرهم به وتنهاهم عنه لذا فقد وفقهم الله تعالى لاختيار طريق الحق ونصرة من نهض من أجله وهذا هو تأثير التدبر والعمل في التلاوة فأنها تؤدي الى ايضاح الحق والأمر بأتباعه وهذا ما صرح به القرآن في مواضع عديدة منها في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْط) وفي قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقيراً فَاللَّهُ أَوْلى‏ بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى‏ أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبيرا).                            
فالتدبر في آيات القرآن يؤدي الى معرفة الحق والأوامر والنواهي وبالتالي يتم العمل بهدي القرآن
 فعلينا جميعا أن نقتدي بالحسين  ع وأصحابه ونحيي ليلة استشهاده في تدبر القرآن ونتلوه حق تلاوته فسلام عليك ياسيد الشهداء وعلى أهل بيتك واصحابك الابرار الذين عملوا بما  قرءوا وتدبروا وكانوا  مصداقا لقول القرآن يتلونه حق تلاوته .