الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١)


الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضی‌ أَجَلاً وَ أَجَلٌ مُسَمًّی عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢) وَ هُوَ اللَّـهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (٣)

قد أشار في هذا الثناء الموضوع في الآيات الثلاث إلی جمل ما تعتمد عليه الدعوة الدينية في المعارف الحقيقية التي هي بمنزلة المادة للشريعة، و تنحل إلی نظامات ثلاث:-
‏🔵 نظام الكون العام، و هو الذي تشير إليه الآية الأولی.
🔵 نظام الإنسان بحسب وجوده، و هو الذي تشتمل عليه الآية الثانية.
🔵 نظام العمل الإنساني، و هو الذي تومئ إليه الآية الثالثة.

‏فالمتحصل من مجموع الآيات الثلاث هو الثناء عليه تعالی بما خلق العالم الكبير الذي يعيش فيه الإنسان، و بما خلق عالماً صغيراً هو وجود الإنسان المحدود من حيث ابتدائه بالطين، و من حيث انتهائه بالأجل المقضي، و بما علم سر الإنسان و جهره و ما يكسبه.
‏و ما في الآية الثالثة: «وَ هُوَ اللَّـهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ‌، بمنزلة الإيضاح لمضمون‌ الآيتين، السابقتين و التمهيد لبيان علمه بسر الإنسان و جهره و ما تكسبه نفسه.