انتصار الدم على السيف


 

نظرة واحدة إلى قبته الشامـخة ومشاهد أصحابه وأهل بيته تكفي للإقرار والاعتراف بهذا النصر الواقعي الذي حققه الـحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء.

لقد أثبتت كلـمات الـحوراء زينب (عليها السلام) هذه المعاني في خطبتها في مجلس الطاغية يزيد بقولها:
(أظـننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء  فأصبحنا نساق كما تساق الإمــاء، أن بنا على الله هـوانًا، وبك عليه كرامة. وأن ذلك لعظيم خطرك عنده. فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك، جذلًا مسرورًا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقـة، وحين صفا  لك ملكنا وسلطاننـا.
فمهلًا مهلًا، أنسيت قول الله عزوجل: *وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ*  . 

ثم قالت: (ولئن جـرّت عليّ الدواهي مـخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك. لكن العيون عبرى، والصدور حرى).
ثم خـتمت كلامها (عليها السلام) بقولها  بكل تـحد وثبات:
*فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب  جهدك. فوالله لا تـمحـو ذكرنا، ولا تـميت وحـينا، ولا تدرك أمـدنا، ولا ترحض عنك عارها. وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي الـمناد: ألا لعنة الله على الظالمين*.
فالـحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والـمغفرة، ولآخرنا بالشهادة والرحمة.
ثم إنه قد ورد في بعض الروايات أن الـحوراء زينب (عليها) كانت قد أخبرت الإمـام السجاد (عليه السلام) بعد انتهاء معركة الطف بأن قبر الـحسين (عليه السلام): *لا يُدرس أثره ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأتباع الضلالة في مـحوه وطمسه ، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً ، وأمره إلا علواً