المقتول مظلوماً المنصور



﴿ومَن قُتل مظلوماً فقد جَعَلْنا لوليِّهِ سلطاناً فلا يُسرفْ في القتل إنه كان منصوراً﴾ (سورة الإسراء: ٣٣).

ــ في (تفسير العياشي) عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ﴿ومَن قُتل مظلوماً فقد جعَلْنا لوليّهِ سلطاناً فلا يُسْرِف في القتل إنه كان منصوراً﴾، قال: «هو الحسين بن علي (عليهما السلام)، قُتل مظلوماً ونحن أولياؤه، والقائم منّا إذا قام طلب بثأر الحسين (عليه السلام)، فَيَقتل حتى يقال: قد أسرف في القتل»، وقال: «المقتول الحسين، ووليُّه القائم، والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله، ﴿إنه كان منصوراً﴾ فإنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (عليهم الصلاة والسلام)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً» (تفسير العياشي: ٢ / ٢٩٠، بحار الأنوار: ٤٤ / ٢١٨ الباب ٢٨ ح ٧).

ــ وفي (الكافي) عن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحجال، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألتُه عن قول الله (عزّ وجل): ﴿ومَن قُتل مظلوماً فَقَد جعَلْنا لوليِّهِ سلطاناً فلا يُسرِف في القتل﴾، قال: «نزلت في الحسين (عليه السلام)، لو قُتل أهلُ الأرض به ما كان سرفاً» (روضة الكافي: ٢٥٥، بحار الأنوار: ٤٤ / ٢١٩ الباب ٢٨ ح ١٠).

ــ وقد أورد الشيخ المجلسي (طيّب الله ثراه) عند نقله لهذه الرواية بياناً، قال: فيه إيماء إلى أنه كان في قراءتهم (عليهم السلام) ﴿فلا يُسرِفُ﴾ بالضمّ، ويُحتمل أن يكون المعنى أنّ السرف ليس من جهة الكثرة، فلو شَرِك جميع أهل الأرض في دمه أو رَضُوا به لم يكن قتلهم سرفاً، وإنما السرف أن يُقتَل من لم يكن كذلك، وإنما نهي عن ذلك (بحار الأنوار: ٤٤ / ٢١٩ الباب ٢٨).

وقال المازندراني: وهذا التفسير يدلّ على أنّ (لا يُسرِف) خبر، والثابت في القرآن نهي، ولا يبعد أن يُحمَل النهي هنا على الخبر، كما يُحمَل الخبر على النهي في كثير من المواضع، والله يعلم (شرح أصول الكافي: ١٢ / ٣٥١).