الكلمة الباقية




﴿وجعَلَها كلمةً باقيةً في عَقِبهِ لعلّهم يَرجعون﴾ (سورة الزخرف: ٢٨).


ــ عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّدٍ (عليه السّلام)، قال: سألتُه عن قول الله (عزّ وجلّ): ﴿وإذِ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلماتٍ﴾، ما هذه الكلمات؟ قال: «هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، وهو أنّه قال: يا ربّ، أسألك بحق محمّدٍ وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبتَ علَيّ، فتاب الله عليه إنّه هو التوّاب الرحيم»، فقلت له: يا ابن رسول الله، فما يعني (عزّ وجلّ) بقوله: ﴿فأتمّهنّ﴾؟ قال: «يعني فأتمّهنّ إلى القائم (عليه السّلام) اثني عشر إماماً، تسعةٌ من وُلد الحسين». قال المفضّل: فقلت له: يا ابن رسول الله، فأخبرني عن قول الله (عزّ وجلّ): ﴿وجَعلَها كلمةً باقيةً في عَقِبهِ﴾، قال: «يعني بذلك الإمامة، جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة». قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن (عليهما السلام)، وهما جميعاً وَلَدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسبطاه وسيّدا شباب أهل الجنّة؟ فقال (عليه السلام): «إنّ موسى وهارون كانا نبيَّينِ مرسلين أخوين، فجعل الله النبوّة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لأحدٍ أن يقول: لِمَ فعل الله ذلك؟ وإنّ الإمامة خلافةٌ من الله (عزّ وجلّ)، ليس لأحدٍ أن يقول: لِمَ جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن؟ لأنّ الله هو الحكيم في أفعاله، لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون» (الخصال: ٣٠٤، معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ١٢٦، كمال الدين للشيخ الصدوق: ٣٥٨، تأويل الآيات الظاهرة: ٢ / ٥٥٦ ح ١٢، البرهان: ٤ / ١٣٩ ح ٧، نور الثقلين: ٤ / ٥٩٧ ح ٢٧).

ــ وعن الأعرج، عن أبي هريرة قال: سألتُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن قوله: ﴿وجعَلَها كلمةً باقيةً في عَقِبهِ﴾، قال: «جعل الإمامةَ في عَقِب الحسين، يَخرج من صلبه تسعةٌ من الأئمّة، منهم مهديّ هذه الأمّة» (مناقب آل أبي طالب: ٤ / ٤٦، تفسير الصافي للفيض الكاشانيّ: ٤ / ٣٨٨، بحار الأنوار: ٢٥ / ٢٥٣ ح ١٠، نور الثقلين للحويزيّ: ٤ / ٥٩٧ ح ٢٦).